تفرقت الأحداث في تونس أمس، ففي العاصمة التونسية اشتبك الجيش مع "عصابات" هاجمت مدارس، وفي القصرين وسط تونس تجمع مئات المتظاهرين صباحاً لإدانة الفوضى في المدينة التي هزتها حوادث نهب وتخريب اول من امس مطالبين بـ"معاقبة الأشرار"، وفي مدينة الحامة جنوب البلاد أضرمت النار خلال الليل في كنيس "المعرابي" اليهودي.
عضو اللجنة الجهوية لانقاذ الثورة محمد دربالة والنقابي صادق محمودي قال ان متظاهري القصرين الذين قام الجيش بتفريقهم يطالبون بحل عاجل لإنهاء وضع "فوضوي وغير مستقر"، وهم يطالبون "بمعاقبة الاشرار" الذين قاموا أول من أمس بأعمال نهب وتخريب.
وأشارت المصادر إلى أن الشرطة كانت غائبة تماماً عن المدينة بينما تمركزت دبابات الجيش قرب مبان رسمية.
وفي مؤشر آخر على تدهور الحالة الأمنية قال شهود عيان إن عصابات هاجمت عدة مدارس في تونس العاصمة مما روع التلاميذ، وأطلق الجيش النار في قرطاج لتفريق عصابات هاجمت مدرستين أخريين.
ويقوم أصحاب المتاجر المسلحين في شارع بورقيبة بحمل السكاكين والعصي بحجة حماية تجارتهم من العصابات.
ويرى بعض أصحاب المتاجر أن تلك العصابات من الموالين لحزب التجمع الدستوري الديموقراطي أو أن بعض مؤيدي الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي دفعوا لهم كي ينشروا فوضى في الشارع.
وقال جندي في ناقلة أفراد مدرعة خارج مدرسة في تونس "نحن نسعى هنا لطمأنة الناس على أننا ما زلنا نحميهم."
وقالت وزارة الداخلية التونسية أمس إنها غيرت 34 مسؤولا أمنيا بارزا في أول خطوة نحو إجراء تغييرات شاملة للشبكة الضخمة من مسؤولي الشرطة وقوات الأمن والشرطة السرية التي بناها بن علي على مدى عقدين.
ومن بين الذين جرى عزلهم رئيس الأمن الوطني ورئيس الأمن العام ورئيس أمن الرئاسة وهي مناصب كانت مهمة في عهد بن علي الذي فر من البلاد في 14 كانون الثاني (يناير) عقب احتجاجات دامت أسابيع.
وأعلن رئيس بعثة المفوضية العليا لحقوق الانسان لدى الامم المتحدة أمس في تونس ان 219 شخصا قتلوا و510 أصيبوا بجروح في أعمال العنف التي أدت الى سقوط بن علي.
وفي مؤتمر صحافي، أوضح بكري نداي ان 147 شخصا قتلوا منذ بداية الاضطرابات في تونس في منتصف كانون الاول (ديسمبر) الماضي، اما في السجون فقتل 72 شخصا. وأضاف "تفيد الارقام الاخيرة ان 147 شخصا قتلوا وان 510 أصيبوا بجروح. ولا تشمل هذه الارقام القتلى في السجون"، مشيرا الى ان هذه الارقام ما زالت "موقتة".
في باريس، صادر القضاء الفرنسي أمس طائرة خاصة تملكها عائلة صهر بن علي في مطار لو بورجيه قرب باريس. وتملك الطائرة عائلة مبروك وأحد افرادها صهر لبن علي. وهي متوقفة منذ اسبوع في المطار.
إلى ذلك، قال زعيم الطائفة اليهودية في تونس بيريس الطرابلسي إن كنيسا يهوديا وصفه بالصغير يقع في مدينة الحامة في محافظة قابس تعرض لاعتداء وأضرمت فيه النار. وأضاف من محل إقامته في جزيرة جربة التونسية حيث يوجد معبد "الغريبة" الذي يُعتبر أقدم كنيس يهودي في إفريقيا أن مجهولين هاجموا ليل الثلاثاء كنيس "المعرابي" في مدينة الحامة التونسية وأضرموا فيه النار.
وأوضح أن المشرفين على الكنيس الذي يزوره اليهود كل عام، أبلغوه بأن النار "أتت على كل ما فيه"، وطالب المسؤولين الأمنيين بحماية المعابد اليهودية المنتشرة في تونس.
غير أن شاهدا أفاد بأن هذا الكنيس "لم يتعرض للاحراق وكل ما في الأمر أن مجموعة من المشاغبين عمدت إلى كسر بابه الأساسي".
ولا يتجاوز عدد اليهود في تونس ألفي نسمة موزّعين على جزيرة جربة ومدينة صفاقس، وعدد من ضواحي العاصمة تونس، وخاصة ضاحية حلق الوادي.
ويعتبر كنيس "المعرابي" في مدينة "الحامة" التونسية واحداً من الأماكن التي يزورها اليهود كل عام، علماً بأن مدينة "الحامة" التونسية هي مسقط رأس سيلفان شالوم نائب رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلي.